Wednesday, 22 April 2015
أضاء وجهك …شجاعةً تَبتسمُ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تُبدِعُ الشجاعة تُشرِق في شَرف تتوق إليك، ترنو عينها إلى عينك في زينةِ غُصينٍ لا يصير إلا جذعا من الجذوع القوية، البراعم تتدلى منه وفق وريقات بألوان زيتونية فتية.
تأتي الشجاعة في موعدها، تفتّت نفسها نُجُومًا في صدق لتجمعك؛ تُخبر عنك صامدٌ، متأملٌ، تفوح من عروق الحروف في اسمك، روائحٌ أطيب من عطور المخابر. تَكُرُّ على كل ضائقة، حُرا في شجاعة تتزن بين السكنات والحركات. يحضر فيها الذهن فيؤرقها فتنقلب لها كل عُسرة إلى مَياسِر
تلبث أبيّا قائما تعتني بصفوف اللين متناغمة مع القوة جنبا إلى جنب في محور تترعرع فيه الشََّكيمة وقوة العزيمة. ترتعد أضلاع الخوف إذا الشجاعة دخلت أرض المعركة، ليس لحديدها ولا لرماحها، إنما لتواضع تبسّمها الدائم وتمكّن جوهرها الصائم عن المحارم؛ صار وجع الحياة بسمات لا تتوجّع، فلقد ابتسمَت، حتى ارتسمت قناعةً بألوان الزبرجد، تؤمن أن كيان الصعوبات هيّن لا أعمدة له تحميه من رياح المواجهة، فباتت الصعوبة في عالم الشجاعة، عذوبة لا مثيل لها
ألِف الشجاع المصاعبَ بأنواعها
وأشكالها فهانت عليه المصائب وأَضحى لا يحزن في الضرّاء، فالابتلاءات
المترامية عليه صنعت منه مناخا استوائيا لا تغادره الارتفاعات في درجات
الحرارة، و لا الغزارة في تساقط الأمطار طوال الشهور .
إن الشجاعة والسعادة تعيشان في عش واحد، العش البسيط في مظهره، الكبير في مضامينه التي يستدعي بناءها عملا شاقا، كثيرٌ وشديد ، لفترة أعوام طويلة، تجعل من ذلك العش مدرسة استراتيجية تعلّم مبادئ ومفاهيم الحياة السوية.
أول الغيث قطرة وأول الشجاعة فطرة وأول البناء فكرة تجعلها فقرة تلو الأخرى.
الشجاعة تجتذب القلوب في ابتهاج، تحملها إلى نشوة النصر، ليزداد فيها اتساع الصدر، وتتضح الأمور في مصادرها.
بل الشجاعة كتلة من الثلج أقسمَت بألا يذيبها حر الصيف ما دامت بين يديك
الشجاعة، مَركَبٌ هنيّ، برفقتها : لم يفت القطار، فثمة محطات بقاطرات معطار، لم يفت القطار وما أسدل السِتار، لأن الله العزيز بحكمته جعلك صاحب القرار. الله اللطيف الخبير، جعلك تمتطي ظهر الشجاعة وفي أمنة وأمن تطير؛ الله جعل الشجاعة دواء من العلل وشفاء من الزلل، تمضي تنجد المستنجد، تجود في سخاء تهَب له العطاء، تتشجّع في حياء لتشفع له عند باب الرجاء.
الشجاعة لَكُم بستان
لكُم فيها الزهر لكُمُ الرمان
الشجاعة خير برهان
يجعلكم في ارتياح دوما وأمان
إن الشجاعة أمانة عندكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Tuesday, 24 March 2015
Friday, 27 February 2015
اللهم ما رزقتني مما أحب …فاجعله عوناً لي فيما تُحب …وما زويتَ عني ما أُحب …فاجعله فراغاً لي فيما تُحب
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه اللهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب اللهم وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب.
اللهم وما زويت :من الزي بمعنى القبض والجمع
قال القاضي: يعني ما صرفتَ عني من محابي فنحه عن قلبي واجعله سببا لفراغي لطاعتك ولا تشغل به قلبي فيشغل عن عبادتك.
وقال الطيبي: أي اجعل ما نحيته عني من محابي عونا لي على شغلي بمحابك.
ستبرَأ المشاعر من تشنجاتها
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما يصل الإنسان إلى حالة
انسداد جميع الطرق أمامه، ومن كل ناحية تحيط به، يَفْطن إلى معطف المشاعر
التي صاغها في حركاته وألفاظه ولب أفكاره.
المشاعر الزكية تؤازره وتواسيه، هي دوما تدهش العقول النيرة وتنسجم معها. جاعلةً العاقل لا يُغيّب جزءا ولو طفيفا من المشاعر عن قوائم إنجازاته. فهو يدرك السرعة الهائلة التي تتحرّك بها المشاعر في المواقف الاستعجالية ليأتي العقل مهذّبا لها كي تسلك منحى لا ندم بعده . الذين يعقلون لا يمحون المشاعر ،بل يمنحونها فرصة بعد فرصة لتثبت جدواها وجدارتها في أصعب الظروف.
صارت الحياة تتغذى على لَبَن المشاعر الطيبة، لا تجد مشروعا إلا والمشاعر تدور في خلاياه الأساسية؛ الزواج مشروع اجتماعي والمودة والرحمة نوع من المشاعر يقوم عليها. التجارة مشروع اقتصادي لا يخلو من المشاعر السامية اللازم توفرها لإنجاحه رغم كون الاقتصاد له تقاليده وأساليبه التدبيرية. كذلك المشاريع السياسية الخالصة هدفها إسعاد المواطن الإنسان فلابد لها من مشاعر تكسوها يوم الانتخابات.
ليست المشاعر جريمة؛ ولا جُرم في أن تحس وتشعر، بل إن تربية الشعور وتطويره يكسبك طاقة الأجرام السماوية ويجعلك تجتاز الصعاب
وتمتاز
فيها بدرجة الامتياز. لقد أثبت معدن الحديد والذهب وكل المعادن أن في
انصهارها إثبات لملازمة المشاعر للبشر وما ينشأ عنها من تفاعلات إنسانية
وقوتهم لا تكون ذات قيمة معترف بها إلا بشراكة رسمية معلن عنها بين العقل
والمشاعر.
لاخوف ولا مخاوف على من يجدون تشنجا في مشاعرهم، كانت قد أحدثته عدد من الأسباب، فمشاعر الصواب تجري جريان الجداول والأنهار ؛مهما أصابها التجمد وانخفضت حرارتها وشعرتْ بأمراض البرد وأعراضها يأتيها الربيع بأمر من الله، فتلحظها تتورّد تمنع الإخلال، لا يكّف الفؤاد عن ملاحقتها فهي تجذبه بمحاسنها.
لغزٌ هي المشاعر تتحصّن في الصدور عن كل ضرر تبعدها
تمازجكم طيب مشاعركم
تمازحكم
لتبهركم
أنوار انبلاجها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Monday, 2 February 2015
أَواحدة هي لغة الحُب أمْ لغات متعددة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن يسمح القلب السليم باختراق القاعدة
العسكرية للحُب. بالحُب تلين القلوب ،بالحُب يبصر من لا يتعاطى الخمور أن
صديقه أو قريبه أو جارا له شاربا للخمر، يئن ليل نهار طالبا العون ويد
المساعدة لتخلصيه من عدوه السُكْرُ وضمه إلى زمرة الحُب توأم السلام .
يدرك بالحُب، عظمة مسؤوليته المؤمن،
حينما توجهه نحو كنف الجماعة وتؤيده عند
نبذ العزلة لتوصيله بأفراد الجماعة فردًا فردَا. فردٌ يتألم ،يعاني فيخطئ
لما تخلى عنه جميع من كان من حوله.
عندها لا يُستَشعَر الإيمان ولا يتقوى إلا إذا أحاط الأخ بصديقه أو أخيه، فإما أن يكون ظالما فيدله على الحق واتباعه وإما مظلوما فينتصر له بكل ما أوتي من حكمة وحُب ومال وحنكة.
من المؤكد أنه لن تكون الجنكة هنا، الدواء المعجز؛ بل ستسبقها بمسافات طويلة أمور هي أبسط ما تكون ظاهريا ولكنها أعظم جوهرا وباطنا، مَثلها مَثل بطنٍ حبلى بتوائم قوية.
وبالحُب أيضا تدرك النفس المساعِدة أنها وبتاتا ليست بأي حال من الأحوال أحسن من النفس المساعَدَة كيفما كان حالها.
لا تحمل لمسة الحُب برنامجا بنظام أنثوي ذكري.
في منظومة الحُب، سيكون لصديقك عليك دَيْن لمسة تربت بها على كتفه

لَكم سيتدفأ بتلك اللمسات المؤازرة، التي تيقظ روح الأمل فيه وتنجده من أحوال جرفت به بعيدا عن الحياة. لقد حقّقتَ له حلما كان يأمله ويتأمله، يرجوه في سرٍ دون علن.
أحِطه بدفء لمساتك ثم أحِطه
مهما اتضح أو غمض سبب ابتعاده وانعزاله عن الناس
اسأل عنه
اقضي حاجاته
بل اجعلها أمورا كثيرة تخرجه من أزماته
وتعيده إلى بر الأمان،فكما في الحَب هريس وجريش، كذلك يُهرَسُ الحُب عبر
مراحل عديدة ليفرز ما تكنه أعماقه من صدق وطهر مخلَص.
دام الطهر لغة أبدية لحُبكم
حُبًا، الله يرضى به
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Subscribe to:
Posts (Atom)